-
"الجهاد" تناشد دمشق إطلاقهم.. اعتقال مسؤولين فلسطينيين يثير تساؤلات حول التوقيت
-
يشكل اعتقال القياديين الفلسطينيين في دمشق سابقة غير معهودة في العلاقات السورية الفلسطينية، خاصة بعد زيارة الرئيس عباس مباشرة للعاصمة السورية

ناشدت حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، الحكومة السورية المؤقتة بالإفراج الفوري عن قياديين فلسطينيين جرى توقيفهما في دمشق يوم الأحد الماضي، مطالبةً إياها بإيضاح دوافع التوقيف والأسباب الكامنة وراءه.
وتظهر هذه الحادثة تباينًا في العلاقات بين الحكومة السورية وبعض الفصائل الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.
وأفادت مصادر فلسطينية في العاصمة السورية بأن عناصر الأمن السوري قامت ليلة الأحد/الاثنين باعتقال المسؤول الفلسطيني خالد خالد، مدير حركة الجهاد الفلسطينية في سوريا، وفي ضوء هذه التطورات، يتساءل محللون عن مدى تأثير هذه الخطوة على مستقبل العلاقات السورية مع الفصائل الفلسطينية المختلفة.
وصرحت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ.) إن "القوات الأمنية السورية اعتقلت مسؤول حركة الجهاد الفلسطينية في سوريا خالد خالد ومسؤول اللجنة التنظيمية للساحة السورية أبو علي ياسر في العاصمة دمشق”، ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خاصة بعد أكثر من عام ونصف من المواجهات المستمرة في قطاع غزة.
وشددت المصادر على أن توقيف خالد حدث بعد أقل من 48 ساعة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق ولقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع، وتشير هذه التوقيتات إلى احتمالية وجود تغييرات في المواقف السياسية أو ترتيبات جديدة تجري خلف الكواليس.
وكشفت المصادر عن تحركات نشطة من القيادات الفلسطينية والعربية داخل الأراضي السورية وخارجها للضغط من أجل إطلاق سراح القيادي الفلسطيني، وتعتبر علاقات سوريا مع الفصائل الفلسطينية ذات أهمية استراتيجية لكلا الطرفين، رغم التحولات التي شهدتها في السنوات الأخيرة.
وتعد حركة الجهاد من التنظيمات الفلسطينية التي استمرت في التواجد داخل سوريا بعد تغيير النظام السابق نظرًا لعدم انخراطها في القتال إلى جانب النظام مثل بعض الفصائل الأخرى التي غادرت الأراضي السورية.
وتجدر الإشارة إلى أن الحركات الفلسطينية في سوريا تواجه تحديات متعددة، بين الضغوط الداخلية والاستهداف الخارجي، وتعرضت مقرات عديدة تابعة لحركة الجهاد في العاصمة دمشق لاستهداف إسرائيلي متكرر، كان آخرها في 13 من شهر مارس الماضي عندما استهدف منزل أمين عام حركة الجهاد زياد نخالة بقصف صاروخي إسرائيلي في حي دمر شمال العاصمة دمشق.
وتبرز هذه الاستهدافات المتكررة حساسية الوضع الأمني للفصائل الفلسطينية في سوريا، وتعقيدات العلاقة مع الحكومة السورية، وتمثل هذه الواقعة سابقة لاعتقال قيادي فلسطيني في سوريا، حيث يتواجد على الساحة السورية أكثر من 13 فصيلاً فلسطينياً، بعضهم غادر دمشق مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، وتمتلك بعض الفصائل الفلسطينية أجنحة عسكرية، إضافة إلى جيش التحرير الفلسطيني الذي يملك قواعد عسكرية في العاصمة دمشق وريفها.
وفي سياق متصل، وجهت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نداءً عاجلاً للحكومة السورية للإفراج عن اثنين من قادتها المحتجزين لديها منذ خمسة أيام، وحددت السرايا في بيانها هوية القياديين الموقوفين وهما القائد خالد خالد مسؤول الساحة السورية، والقائد ياسر الزفري مسؤول اللجنة التنظيمية، مشيرة إلى أن الاعتقال تم دون إبداء أسباب واضحة.
واستذكرت المنظمة في بيانها "التاريخ النضالي السوري لدعم القضية الفلسطينية"، قائلة: "لطالما كانت سوريا حاضنة للمخلصين والأحرار الذين دافعوا عن الأمة ضد المحتلين والطغاة”، وأعربت سرايا القدس عن أملها في أن تثبت الحكومة السورية "أهلية النخوة العربية" بالإفراج عن القياديين، مؤكدة دورهما في العمل الإنساني لدعم الشعب الفلسطيني خلال الأزمات التي مرت بها سوريا.
وجاء البيان: "في وقت تواصل فيه سرايا القدس القتال ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، بندقيتها لم تتوجه إلا لصدور العدو الصهيوني، وشهدائنا من الساحة السورية سقطوا على حدود فلسطين المحتلة”.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!